شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٢٤٢
قال نصر: فحدثني عمرو قال: لما أصبح علي عليه السلام، هذا اليوم، جاء فوقف بين رايات ربيعة، فقال عتاب بن لقيط البكري، من بنى قيس بن ثعلبة: يا معشر ربيعة، حاموا عن علي منذ اليوم، فإن أصيب فيكم افتضحتم، ألا ترونه قائما تحت راياتكم! وقال لهم شقيق بن ثور: يا معشر ربيعة، ليس لكم عذر عند العرب إن وصل إلى علي وفيكم رجل حي. فامنعوه اليوم، واصدقوا عدوكم اللقاء، فإنه حمد الحياة تكسبونه. فتعاهدت ربيعة وتحالفت بالايمان العظيمة منها، تبايع سبعة آلاف على ألا ينظر رجل منهم خلفه، حتى يردوا سرادق معاوية، فقاتلوا ذلك اليوم قتالا شديدا لم يكن قبله مثله، وأقبلوا نحو سرادق معاوية، فلما نظر إليهم قد أقبلوا قال:
إذا قلت قد ولت ربيعة أقبلت كتائب منها كالجبال تجالد ثم قال لعمرو: يا عمرو، ما ترى؟ قال: أرى ألا تحنث أخوالي اليوم. فقام معاوية وخلى لهم سرادقه ورحله وخرج فارا عنه، لائذا ببعض مضارب العسكر (1) في أخريات الناس، فدخله وانتهبت ربيعة سرادقه ورحله، وبعث إلى خالد بن المعمر: إنك قد ظفرت، ولك إمرة خراسان إن لم تتم. فقطع خالد القتال ولم يتمه، وقال لربيعة: قد برت أيمانكم، فحسبكم، فلما كان عام الجماعة، وبايع الناس معاوية، أمره معاوية على خراسان، وبعثه إليها، فمات قبل أن يبلغها (2).
قال نصر: في حديث عمرو بن سعد: إن عليا عليه السلام صلى بهم هذا اليوم صلاة الغداة، ثم زحف بهم، فلما أبصروه قد خرج استقبلوه بزحوفهم، فاقتتلوا قتالا شديدا.
ثم إن خيل أهل الشام حملت على خيل أهل العراق، فاقتطعوا من أصحاب علي عليه السلام ألف رجل أو أكثر، فأحاطوا بهم وحالوا بينهم وبين أصحابهم فلم يروهم، فنادى

(1) ب: (أهل الشام)، وما أثبته من، ا، ب، صفين (2) صفين 344، 346، وهناك: (فمات قبل أن يصل إليها).
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175