شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٢٤٦
أقرب من يمن وأنأى من نكد * كأننا ركنا ثبير أو أحد لسنا بأوباش ولا بيض البلد * لكننا المحة من ولد معد (1) فقاتل القوم إلى أن دخل الليل، ثم انصرفوا ثم غدا في اليوم الرابع عبد الله بن الطفيل العامري في جماعة هوازن، فحارب بهم حتى الليل ثم انصرفوا.
قال نصر: فانتصفوا المضرية من الربيعية وظهر أثرها وعرف بلاؤها، وقال أبو الطفيل:
حامت كنانة في حربها * وحامت تميم وحامت أسد وحامت هوازن يوم اللقا * فما خام منا ومنهم أحد لقينا الفوارس يوم الخميس والعيد والسبت ثم الاحد لقينا قبائل أنسابهم * إلى حضرموت وأهل الجند (2) فأمدادهم خلف آذانهم * وليس لنا من سوانا مدد فلما تنادوا بآبائهم * دعونا معدا ونعم المعد فظلنا نفلق هاماتهم * ولم نك فيها ببيض البلد ونعم الفوارس يوم اللقا * فقل في عديد وقل في عدد وقل في طعان كفرغ الدلاء * وضرب عظيم كنار الوقد (3) ولكن عصفنا بهم عصفة * وفى الحرب يمن وفيها نكد طحنا الفوارس وسط العجاج * وسقنا الزعانف سوق النقد (4)

(1) المحة: الشئ الخالص، وبعده في صفين:
كنت ترانا في العجاج كالأسد * يا ليت روحي قد نأى عن الجسد (2) الجند: إحدى الولايات بأرض اليمن.
(3) الفرغ: جمع فراغ، وهو مصب الدلو، وسكنت الراء لضرورة الشعر.
(4) الزعانف: الجماعات، والنقد هنا: الغنم
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست