وقد يقع الاخبار عن الغيوب لأصحاب زجر الطير والبهائم، كما يحكى عن بنى لهب في الجاهلية (1).
وقد يقع الاخبار عن الغيوب للقافة، كما يحكى عن بنى مدلج (2).
وقد يخبر أرباب التبخيرات وأرباب السحر والطلسمات بالمغيبات. وقد يقع الاخبار عن الغيوب لأرباب النفس الناطقة القوية الصافية التي تتصل مادتها الروحانية على ما تقوله الفلاسفة، وقد يقع الاخبار عن الغيوب بطريق المنامات الصادقة، على ما رآه أكثر الناس، وقد وردت الشريعة نصا به.
وقد يقع الاخبار عن الغيوب بأمر صناعي يشبه الطبيعي، كما رأيناه عن أبي البيان وابنه.
وقد يقع الاخبار عن الغيوب بواسطة إعلام ذلك الغيب إنسانا آخر لنفسه بنفس ذلك المخبر اتحاد أو كالاتحاد، وذلك كما يحكى أبو البركات بن ملكا الطبيب في كتاب ،، المعتبر،، (3) قال: والمرأة العمياء التي رأيناها ببغداد، وتكررت مشاهدتنا لها منذ مد ة مديدة، قدرها ما يقارب ثلاثين سنة، وهي على ذلك إلى الآن تعرض عليها الخبايا، فتدل عليها بأنواعها وأشكالها ومقاديرها، وأعدادها، قريبها ومألوفها، دقيقها