قال للأنصار: " ستلقون بعدي أثرة، فإذا كان ذلك، فاصبروا حتى تردوا على الحوض " (1).
والعرب تقول في رموزها وأمثالها: أحمق من الضبع (2)، ويزعمون أن الصائد يدخل عليها وجارها، فيقول لها أطرقي أم طريق، خامري أم عامر، ويكرر ذلك عليها مرارا. معنى أطرقي أم طريق، طأطئي رأسك، وكناها أم طريق لكثرة إطراقها على " فعيل " كالقبيط للناطف، والعليق لنبت. ومعنى خامري: الزمي وجارك واستتري فيه، خامر الرجل منزله إذا لزمه، قالوا: فتلجأ إلى أقصى مغارها وتتقبض، فيقول: أم عامر ليست في وجارها، أم عامر نائمة، فتمد يديها ورجليها، وتستلقي فيدخل عليها فيوثقها، وهو يقول لها أبشري أم عامر بكم (3) الرجال، أبشري أم عامر بشاء هزلى، وجراد عظلي (4)، أي يركب بعضه بعضا، فتشد عراقيبها فلا تتحرك، ولو شاءت أن تقتله لأمكنها، قال الكميت:
فعل المقرة للمقالة * خامري يا أم عامر (5) وقال الشنفري:
لا تقبروني إن قبري محرم * عليكم ولكن خامري أم عامر (6) إذا ما مضى رأسي وفي الرأس أكثري * وغودر عند الملتقى ثم سائري (7) هنا لك لا أرجو حياة تسرني * سجيس الليالي مبسلا بالجرائر (8)