أكابر اليمنيين الذين فازوا بمطالعتها.
وأما صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف وكونه من تأليف الإسكافي فإني أراه أمرا واقعيا نعم بيان كتاب نقض العثمانية وعباراته أعذب من عبارات هذا الكتاب، ولعل هذا الفرق ناشئ من جهة زمان تأليف الكتابين بأن يكون تأليف هذا الكتاب من أوائل تأليفات المصنف، وكتاب النقض من أواخر تأليفاته، أو من جهة كون هذا مسودة المؤلف ولم يبيضه وكون كتاب النقض مبيضته؟!!!.
ولعل الله أن يوفقنا في الطبعة الثانية لإقامة شواهد أخر لصحة نسبة الكتاب إلى المؤلف.
مع أن إثبات هذا الأمر وإقامة شواهد قطعية على كون الكتاب من تأليف الإسكافي لا يترتب عليه كثير فائدة، وعدم إثباته وتعذر الحصول على قرائن مقنعة لصحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه لا يوجب فوات استنتاج كبير، وخسارة متطلبات وفيرة، إذ الكتاب في أكثر ما يتضمنه مشتمل على حقائق متخذة من القرآن الكريم ونصوص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القطعية وسيرة الإمام أمير المؤمنين المتلألئة، ساقها مؤلف الكتاب على أسلوب رصين وبيان وجيز لإثبات أفضلية الإمام أمير المؤمنين على جميع البشر بعد الأنبياء والرسل بحيث يستفيد منه العامي بعاميته وصرافة طبيعته وسذاجة فكره كم يستفيد منه العالم بتعمقه ومقاييسه العلمية، فهو كتاب يتكفل بأسلوبه الحصين لإثبات حقائق ومزايا متشعشعة لأعظم شخصية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. واستفادة هذا المعنى البرهاني لا يتوقف على عرفان صاحب الكتاب، والحكمة والحقائق البرهانية مقبولة ومأخوذة ولو لم يعرف قائلها وسائقها كما نسب إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: أنظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال.
والكتاب يوقظ النائم من نومته، وينبه الغافل من ذهوله وغفلته، ويرشد الجاهل ويقيه عن متاهته، ويهدي الضال إلى منجاته، ويعاضد العالم في متطلباته وبغيته، فخذوه بقوة وكونوا من الشاكرين، ولا يزهدنكم فيه ضعف القرينة القائمة على صحة نسبته إلى مؤلفه، فإن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها وحيثما ظفر بها أخذها، والكتاب