من شيخ كبير، وشاب غرير (2) كلهم بالله تعالى مؤمن، وله مخلص، وبرسوله مقر عارف فان كنت أبا حسن إنما تحارب على الامرة والخلافة، فلعمري لو صحت خلافتك لكنت قريبا من أن تعذر في حرب المسلمين، ولكنها ما صحت لك، انى بصحتها وأهل الشام لم يدخلوا فيها ولم يرتضوا بها! وخف الله وسطواته، واتق بأسه ونكاله، واغمد سيفك عن الناس، فقد والله أكلتهم الحرب، فلم يبق منهم الا كالثمد في قرارة الغدير (3) والله المستعان.
ولما وقف أمير المؤمنين عليه السلام على كتابه أجابه بما لفظه:
من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان.
أما بعد فقد أتتني منك موعظة موصلة، ورسالة محبرة، نمقتها بضلالك وأمضيتها بسوء رأيك، وكتاب امرئ (4) ليس له بصر يهديه، ولا قائد يرشده، دعاه الهوى