- 4 - ومن كتاب له عليه السلام إلى أبي ذر الغفاري (ره) وهو منفي إلى الربذة قال سبط ابن الجوزي: روى الشعبي عن أبي أراكد قال: لما تقي أبو ذر إلى الربذة، كتب إليه علي عليه السلام:
اما بعد يا أبا ذر فإنك غضبت لله تعالى فارج من غضبت له، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك (1) فاترك لهم ما خافوك عليه، واهرب منهم لما خفتهم عليه (2) فما أحوجهم إلى ما منعتهم، وما أغناك عما منعوك، وستعلم من الرابح غدا (3) فلو ان السماوات والأرض كانتا رتقا على عبد ثم اتقى الله لجعل له منهما مخرجا (4) لا يؤنسنك إلا الحق، ولا يوحشنك إلا الباطل،