نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٣
فوجدناها الفئة التي أنت فيها، لان بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام، كما لزمتك بيعة عثمان بالمدينة وأنت أمير لعمر على الشام، وكما لزمت يزيد أخاك بيعة عمر، وهو أمير لأبي بكر على الشام.
وأما شق عصا هذه الأمة فأنا أحق أن أنهاك عنه.
فأما تخويفك لي من قتل أهل البغي، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني بقتالهم وقتلهم، وقال:
لأصحابه: (إن فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله) وأشار إلي (7) وأنا أولى من اتبع أمره.
وأما قولك: (إن بيعتي لم تصح لان أهل الشام لم يدخلوا فيها) كيف وإنما هي بيعة واحدة، تلزم الحاضر والغائب، لا يثنى فيها النظر، ولا يستأنف فيها الخيار، الخارج منها طاعن، والمروي فيها مداهن (8) فأربع على

(7) هذا الكلام ونظائره مما ورد عنهم (ع) في مقامات كثيرة مما يهدم أساس ما اختلقه بعض النواصب حيث زعم أن حروب أمير المؤمنين (ع) لم يكن بأمر رسول الله (ص) وإنما كانت حروبا سياسية للتحفظ على الامارة.
(8) لا يثنى فيها النظر: لا ينظر فيها ثانيا بعد النظر الأول: (ولا يستأنف فيها الخيار) أي لا اختيار لاحد فيها كي يستأنفه بعد عقدها. و (المروي):
المتفكر هل يقبلها أم يردها. و (المداهن): المنافق، وهو الذي يتظاهر بخلاف ما أبطنه في ضميره.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»
الفهرست