نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٤ - الصفحة ١٨٢
أعتذر منه إلى الناس، لان الله جل ذكره لما قبض نبيه صلى الله عليه وسلم (كذا) قالت قريش: (منا أمير).
وقالت الأنصار: (منا أمير). فقالت قريش: (منا محمد رسول لله صلى الله عليه وسلم، فنحن أحق بذلك الامر) فعرفت ذلك الأنصار فسلمت لهم الولاية والسلطان، فإذا استحقوها بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم دون الأنصار، فإن أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أحق بها منهم، وإلا فإن الأنصار أعظم العرب فيها نصيبا، فلا أدري أصحابي سلموا من أن يكونوا حقي أخذوا، أو الأنصار ظلموا، بل عرفت أن حقي هو المأخوذ، وقد تركته لهم تجاوز الله عنهم (35).

(٣٥) ومثله معنى في المختار (٢٨) من نهج البلاغة، وقريب منه ذكره في الفصل (١٢) من الفصول المختارة: ج ٢ ص ٧٥، عنه (ع) وانه أجاب كتاب معاوية وهذا المعنى متواتر عنه وعن أهل بيته (ع) وشيعته، ففي مروج الذهب: ج ٢، ص ٢٥٣، - قبل عنوان الثورة على عثمان -: قال المقداد بن الأسود: ما رأيت مثل ما أوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم، أعجب من قريش - وإنما تطولهم على الناس بفضل أهل هذا البيت - قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله (ص) بعده من أيديهم الخ. وقريب منه فيه عن عمار (ره).
وقال ابن عباس (ره) في كلام دار بينه وبين عمر - كما في شرح المختار (٢٢٣) من خطب نهج البلاغة من ابن أبي الحديد،: ج ١٢، ص ٥٤ - حيث قال له عمر: يا بن عباس بلغني انك - لا تزال تقول: أخذ هذا الامر منا (ظ) حسدا وظلما. فقال له ابن عباس: أما قولك: (حسدا) فقد حسد إبليس آدم فأخرجه من الجنة، فنحن بنو آدم المحسود. وأما قولك: (ظلما) فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحق من هو! ثم قال: ألم تحتج العرب على العجم بحق رسول الله (ص)، واحتجت قريش على سائر العرب بحق رسول الله (ص):
فنحن أحق برسول الله من سائر قريش.
وفى الفصل (١٢) من الفصول المختارة: ج 2 / 75، قال: قال الكميت:
يقولون لم يورث ولولا تراثه * لقد شركت فيه بكيل وأرحب وعك ولخم والسلول وحمير * وكندة والحيان بكر وتغلب ولا انتشلت عضوين منها بجابر * وكان لعبد القيس عضو مورب ولا انتقلت من خندف في سواهم * ولا اقتدحت قيس بها حين اثقبوا ولا كانت الأنصار فيها أذلة) ولا غيبا عنها إذا الناس غيبوا هم شهدوا بدرا وخيبر بعدها * ويوم حنين والدماء تصبب وهم رأموها غير ظئر واشبلوا * عليها بأطراف القنا وتحديوا فان هي لم تصلح لحي سواهم * فان ذوي القربى أحق وأوجب
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست