ثم أمر الله رسوله بالهجرة، وأذن له بعد ذلك في قتال المشركين، فكان إذا احمر الباس ودعيت نزال (31) أقام أهل بيته فاستقدموا فوقي بهم أصحابه حر الأسنة والسيوف، فقتل عبيدة (32) يوم بدر، وحمزة يوم أحد، وجعفر وزيد يوم مؤتة، وأراد لله من لو شئت ذكرت اسمه مثل الذي أرادوا من الشهادة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة إلا أن آجالهم عجلت، ومنيته أخرت، والله مولى الاحسان إليهم والمنان عليهم بما قد أسلفوا من الصالحات، فما سمعت بأحد ولا رأيت فيهم من هو أنصح لله في طاعة رسوله، ولا أطوع لرسوله
(١٨٠)