ثم انظر في امور عمالك فاستعملهم اختبارا... وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة والرفق بالرعية... (1).
قد مر منا مرارا من ان لهذا العهد سند معتبر فلا يضر إرساله في النهج الشريف.
[1599] 8 - الطوسي، عن ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: دخلت على أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فقال لي:
يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون - يا جابر - إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصلاة والصوم والبر بالوالدين وتعاهد الجيران والفقراء والمساكين والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء. قال جابر فقلت: يا بن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة فقال (عليه السلام): يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا، فلو قال إني أحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من علي (عليه السلام) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا، فاتقوا واعملوا لما عند الله ليس بين الله وبين أحد قرابة أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم له والله ما يتقرب إلى الله إلا بالعمل وما معنا براءة من النار ومالنا على الله [لأحد] من حجة من كان [لله] مطيعا فهو لنا ولي ومن كان [لله] عاصيا فهو لنا عدو والله لا تنال ولايتنا إلا بالعمل (2).
الرواية معتبرة سندا. وقد مر نحوها عن الكافي آنفا.