تعجلوا فيعجل الخرق بكم، واعلموا أن الرفق يمن، وفي الأناة بقاء وراحة والامام أعلم بما ينكر، ولعمري لينزعن عنكم قضاة السوء، وليقبض عنكم المراضين (كذا) وليعزلن عنكم أمراء الجور، وليطهرن الأرض من كل غاش، وليعملن فيكم بالعدل، وليقومن فيكم بالقسطاس المستقيم، وليتمنأن (كذا) أحياؤكم لأمواتكم رجعة الكرة عما قليل فيعيشوا إذن فإن ذلك كائن).
*: ابن أبي الحديد: ج 7 ص 84 خ 99 - وفي: ص 94 - (.. ثم يطلع الله لهم من يجمعهم ويضمهم، يعني من أهل البيت عليه السلام، وهذا إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الوقت، وعند أصحابنا أنه غير موجود الآن وسيوجد، وعند الإمامية أنه موجود الآن. قوله عليه السلام:
فلا تطمعوا في غير مقبل، ولا تيأسوا من مدبر، ظاهر هذا الكلام متناقص، وتأويله أنه نهاهم عن أن يطمعوا في صلاح أمورهم على يد رئيس غير مستأنف الرياسة، وهو معنى مقبل أي قادم، تقول: سوف أفعل كذا في الشهر المقبل وفي السنة المقبلة، أي القادمة، يقول: كل الرئاسات التي تشاهدونها فلا تطمعوا في صلاح أموركم بشئ منها، وإنما تنصلح أموركم على يد رئيس يقدم عليكم، مستأنف الرياسة خامل الذكر، ليس أبوه بخليفة، ولا كان هو ولا أبوه مشهورين بينكم برياسة، بل يتبع ويعلو أمره، ولم يكن قبل معروفا هو ولا أهله الأدنون، وهذه صفة المهدي الموعود به. ومعنى قوله: ولا تيأسوا من مدبر، أي وإذا مات هذا المهدي وخلفه بنوه بعده، فاضطرب أمر أحدهم فلا تيأسوا وتتشككوا، وتقولوا لعلنا أخطأنا في اتباع هؤلاء، فإن المضطرب الامر منا تستثبت دعائمه، وتنتظم أموره، وإذا زلت إحدى رجليه ثبتت الأخرى فثبتت الأولى أيضا. ويروى: فلا تطعنوا في عين مقبل أي لا تحاربوا أحدا منا ولا تيأسوا من إقبال من يدبر أمره منا. ثم ذكر عليه السلام أنهم كنجوم السماء، كلما خوى نجم طلع نجم، خوى: مال للمغيب. ثم وعدهم بقرب الفرج فقال: أن تكامل صنائع الله عندكم، ورؤية ما تأملونه أمر قد قرب وقته، وكأنكم به وقد حضر وكان، وهذا على نمط المواعيد الإلهية بقيام الساعة فإن الكتب المنزلة كلها صرحت بقربها، وإن كانت بعيدة عندنا، لان البعيد في معلوم الله قريب، وقد قال سبحانه (إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا).
*: البحار: ج 51 ص 120 ب 2 ح 23 - عن نهج البلاغة.
*: منهاج البراعة: ج 7 ص 156 خ 99 - عن نهج البلاغة.
*: شرح نهج البلاغة (المقتطف من البحار): ج 1 ص 334 - عن نهج البلاغة.
ملاحظة: (أوردنا تفسير ابن أبي الحديد للنص ليعلم كم ابتعد عن معناه الواضح، فأمير المؤمنين عليه السلام لم يتحدث أبدا عن موت المهدي عليه السلام وملك أولاده بعده وانحرافهم، بل تحدث عن مرحلة الانحراف في الأمة وعودة الجاهلية ثم ظهور الاسلام والعدل على يد المهدي عليه السلام).