عما سجل التاريخ لهذه الأمة من مفاخر ومآثر كان لها أطيب الأثر في تقدم الأمم وتهذيب العقول.
وحقا انه كما قلت: كتاب علمي، فني، تاريخي، أدبي، أخلاقي، مبتكر في موضوعه، فريد في بابه، يبحث عن حديث الغدير كتابا وسنة وأدبا ويتضمن تراجم أمة كبيرة من رجالات العلم والدين والأدب من الذين نظموا هذه الآثار من العلم وغيرهم.
وإني أزيد على ما تقول: بأنه خير كتاب أخرجته يد النجف الأشرف منذ حين من الدهر مع كثرة ما أخرجه من المؤلفات الثمنية في مختلف المواضيع.
وإن القارئ ليجد نفسه - عند مطالعته - في حديقة زاهرة فيها من كل الثمرات وفيها ما تشتهي الا نفس وتلذ الأعين.
وإني أرى أن من الظلم الفاحش على العلم ومن الجناية على الحقيقة أن يخرج هذا الكتاب القيم بهذا الشكل ولا يتبادر رجال المسلمين الأغنياء إلى طبعه بالمطابع الراقية ليكون آية في الطبع والتنسيق كما هو آية في المادة والتحقيق.
وكم كنت أود أن أقوم بما يجب على على كل مسلم من التقريض والثناء منذ أول صدوره إلا أن ما قام به الملوك والعلماء والأساتذة من الاطراء على الكتاب وعلى جهود المؤلف المشكورة مما جعلني في غنى عن المبادرة إلى ابداء شعوري نحو هذه الخدمة الجبارة والجهاد المتواصل في سبيل إحقاق الحق وازهاق الباطل.
ولكن ما إن أطل علينا الجزء الرابع وتمكنت من مطالعته مطالعة وافية حتى صرت لا أستطيع إخفاء ما يختلج في ضميري من الاعجاب والاكبار للمؤلف والمؤلف، فعذرا يا سيدي! وألف عذر.
ولا يسعني الآن أن أقدم تهاني القلبية على هذا التوفيق العظيم سائلا المولى سبحانه أن يبقيكم علما للدين، ورمزا للحق، ومفخرة للاسلام، وإني أبشرك بأن هذا الكتاب سوف يهدي _ إنشاء الله _ ثلة من الناس إلى الطريق السوي، ويكشف الغطاء عن الحقائق الغامضة، ويظهر للملا أن الحق يعلو ولا يعلى عليه.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام. 23 ربيع الثاني 367 الكاظمية: محمد على نقي الحيدري