صرفه في ذلك السنن اللاحب من نقود أوقاته الثمينة، فجاء بكتاب مبين لا ريب فيه هدى للمتقين.
ولا بدع إن جاء الكتاب نسيج وحده فإن مؤلفه ذلك العلم المفرد الذي تقصر عن مجاراته الا قران، فإليك من الكتاب سلسلة حقايق ودقايق من الدين والمذهب تنضوي إليها طرف جمعة من العلم والأدب.
ولإن وقفت على هذه الموسوعة الكريمة تجد نفسك على ساحل عباب متدفق لا ينزف، ولا تنكفئ عنها إلا ومل، ذاكرتك معارف إلهية، وحشو فاكرتك تعاليم قدسية، وبين عينيك مجالي قوله تعالى: الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.
ولعمر الحق أن في الكتاب دروسا ضافية لكيفية البحث والنقد والاتقان فيهما والمحاكمة التاريخية بين القضايا، وتمييز الصحيح من السقيم في الفقه والتفسير والحديث والرجال، فلا أحسب من المغالاة لو قلت: إنه الحجر الأساسي لهاتيك المعالم كلها، أو أنه المدخل الواسع إلى مدينة العلم والعمل، ولاغرو فالمؤلف في كل كتابه مستمد باب مدينة العلم أمير المؤمنين الذي يقله مشهد القداسة في النجف الأشرف صلوات الله وسلامه عليه، والغائص في البحر لا يعدم اللئالي الثمنية، فحياه الله وبياه، والسلام عليه وعلى من حذا حذوه، ورحمة الله وبركاته.
الأحقر عبد الهادي الحسيني الشيرازي