كل يوم فقام رجل منهم فقال يا رسول الله التمر الذي ترزقنا قد أحرق بطوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اما انى لو استطعت ان أطعمكم الدنيا لأطعمتكم ولكن من عاش منكم بعدي فسيغدى عليه بالجفان ويراح عليه بالجفان ويغدو أحدكم في قميصة ويروح في أخرى وتنجدون بيوتكم كما تنجد الكعبة فقام رجل فقال يا رسول الله أنا إلى ذلك الزمان بالأشواق فمتى هو قال صلى الله عليه وآله وسلم زمانكم هذا خير من ذلك الزمان انكم ان ملأتم بطونكم من الحلال توشكون أن تملأوها من الحرام الخبر.
1967 (30) ك 335 ج 2 - ابن فهد في التحصين نقلا من كتاب المنبئ عن زهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لجعفر بن أحمد القمي عن أحمد بن علي بن بلال عن عبد الرحمن بن حمدان عن الحسن بن محمد عن أبي الحسن بشر بن أبي بشر البصري عن الوليد بن عبد الواحد عن حنان البصري عن إسحاق بن نوح عن محمد بن علي عن سعيد بن زيد عن عمرة بن نفيل قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول وأقبل على أسامة بن زيد فقال يا أسامة عليك بطريق الحق وإياك أن تختلج دونه بزهرة رغبات الدنيا وغضارة نعيمها وبايد سرورها وزايل عيشها إلى أن قال ألا ولا يقوم الساعة حتى يبغض الناس من أطاع الله ويحبون من عصى الله فقال عمر يا رسول الله والناس يومئذ على الاسلام قال وأين الاسلام يومئذ يا عمر المسلم يومئذ كالغريب الشريد ذاك الزمان يذهب فيه الاسلام ولا يبقى الا اسمه ويندرس فيه القرآن ولا يبقى الا رسمه فقال عمر يا رسول الله وفيما يكذبون من أطاع الله ويطردونهم ويعذبونهم فقال يا عمر تركوا القوم الطريق وركنوا إلى الدنيا ورفضوا الآخرة وأكلوا الطيبات ولبسوا الثياب المزينات وخدمهم أبناء فارس والروم فهم يعبدون في طيب الطعام ولذيذ الشراب وذكى الريح ومشيد البنيان ومزخرف البيوت ومنجدة المجالس ويتبرج الرجل منهم كما تبرج المرأة لزوجها وتتبرج النساء بالحلي والحلل المزينة زيهم يومئذ زي الملوك الجبابرة يتباهون بالجاه واللباس وأولياء الله عليهم العباء شحبة ألوانهم من السهو ومنحنية أصلابهم من القيام قد لصقت بظهورهم من طول الصيام إلى أن قال فإذا تكلم منهم متكلم بحق أو تفوه بصدق قيل له اسكت