تعالى فقال: " انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض " وفرض الله تعالى على اليدين الجهاد لأنه من عملهما وعلاجهما فقال: وإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق " وذلك كله من الايمان.
وأما ما فرضه الله تعالى على الرجلين فالسعي بهما فيما يرضيه واجتناب السعي فيما يسخطه وذلك قوله سبحانه: فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع " وقوله سبحانه: " ولا تمش في الأرض مرحا " وقوله " واقصد في مشيك واغضض من صوتك " وفرض عليهما القيام في الصلاة فقال: " وقوموا لله قانتين " ثم أخبر أن الرجلين من الجوارح التي تشهد يوم القيامة حتى تنطق بقوله سبحانه: " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " وهذا مما فرضه الله تعالى على الرجلين وهو من الايمان.
وأما ما افترضه الله سبحانه على الرأس فهو أن يمسح من مقدمه بالماء في وقت الطهور للصلاة بقوله: " وامسحوا برؤسكم " وهو من الايمان وفرض على الوجه الغسل بالماء عند الطهور وقال تعالى: " يا ايها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم " وفرض عليه السجود وعلى اليدين والركبتين و الرجلين الركوع وهو من الايمان وقال فيما فرض على هذه الجوارح من الطهور والصلاة وسماه في كتابه ايمانا حين فرض عليه استقبال القبلة في الصلاة وسماه ايمانا حين تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فقال المسلمون: يا رسول الله ذهبت صلاتنا إلى بيت المقدس وطهورنا ضياعا فأنزل الله سبحانه: " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه و ان كانت لكبيرة الا على الذين هداهم الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم " فسمى الصلاة والطهور ايمانا وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لقى الله كامل الايمان كان من أهل الجنة ومن كان مضيعا لشئ مما افترضه الله تعالى على هذه الجوارح وتعدى ما أمر الله به وارتكب ما نهى عنه لقى الله تعالى ناقص الايمان وقال الله عز وجل: " وما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه ايمانا فأما الذين