وكانت إذا دخلت عليه رحب بها وقبل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبلت يديه، وكان صلى الله عليه وآله يكثر تقبيلها وكلما اشتاق إلى رائحة الجنة يشم رائحتها، وكان يقول: (فاطمة بضعة مني، من سرها فقد سرني، ومن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعز الناس إلي) (1).
إلى غير ذلك مما يكشف عن كثرة محبته صلى الله عليه وآله لها.
روى الشيخ الكليني عطر الله مرقده عن محمد بن سنان، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: يا محمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة صلوات الله عليهم، فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورها إليهم، فهم يحلون ما يشاءون ويحرمون ما يشاؤون، ولن يشاءوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى، ثم قال: يا محمد هذه الديانة من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها محق، ومن لزمها لحق، خذها إليك يا محمد (2).
فصل في وفاة فاطمة عليها السلام قبضت فاطمة صلوات الله عليها، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منها سنة إحدى عشرة من الهجرة، روى ذلك الطبري (3) عن أبي عبد الله عليه السلام (4).
وعن روضة الواعظين وغيره: مرضت فاطمة صلوات الله عليها مرضا