قتل المتوكل وسلمت أنا ومالي، وتشيعت عند ذلك، فصرت إليه، ولزمت خدمته، وسألته أن يدعو لي، وتواليته حق الولاية (1).
أقول: وقصته عليه السلام مع زينب الكذابة بحضرة المتوكل، ونزوله عليه السلام إلى بركة السباع، وتذللها له، ورجوع زينب عما ادعته مشهورة، أغنانا شهرتها عن ذكرها (2).
قال القطب الراوندي: وأما علي بن محمد الهادي عليهما السلام فقد اجتمعت فيه خصال (3) الإمامة، وتكامل فضله وعلمه وخصاله الخيرة، وكانت أخلاقه كلها خارقة للعادة كأخلاق آبائه [وأبنائه عليهم السلام] (4)، وكان بالليل مقبلا على القبلة لا يفتر ساعة، وعليه جبة صوف وسجادته على حصير، ولو ذكرنا محاسن شمائله لطال بها الكتاب، انتهى (5).
وقد تقدم ما نقلناه عن المسعودي مما يشهد لكلامه، وتقدم أيضا أنه لما دخل دار المتوكل قام يصلي، فقال بعض المخالفين: إلى كم هذا الرياء فوقع الرجل ميتا.
فصل في تاريخ وفاة أبي الحسن الهادي عليه السلام قبض أبو الحسن علي بن محمد الهادي عليهما السلام مسموما بسر من رأى في يوم الاثنين ثالث رجب سنة أربع وخمسين ومائتين وله - يومئذ - إحدى وأربعون سنة وأشهر، وكانت مدة إمامته ثلاثا وثلاثين سنة وأشهرا، وكان أيام إمامته بقية ملك المعتصم، ثم ملك الواثق، ثم ملك المتوكل، ثم ملك المنتصر، ثم ملك