فصل في وفاة وإقرار المخالف والمؤالف بفضل أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام قبض أبو محمد عليه السلام بسر من رأى يوم الجمعة ثامن شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين في خلافة المعتمد، وهو ابن ثمان وعشرين سنة، ودفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه عليه السلام بسر من رأى (1).
قال شيخنا الطبرسي: ذهب كثير من أصحابنا إلى أنه عليه السلام مضى مسموما، وكذلك أبوه وجده وجميع الأئمة عليهم السلام، خرجوا من الدنيا بالشهادة، وإسناده في ذلك، بما روي عن الصادق عليه السلام: مامنا إلا مقتول أو شهيد، والله أعلم بحقيقة ذ لك (2).
أقول: وروي عن أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين عليهما السلام أنه قال عند وفاته لجنادة بن أبي أمية: ما منا إلا مسموم أو مقتول (3).
وقال الكفعمي وغيره: سمه المعتمد (4).
روى الشيخ الصدوق عن أبيه وابن الوليد معا عن سعد بن عبد الله، قال:
حدثنا من حضر موت الحسن بن علي بن محمد العسكري عليهم السلام، ودفنه ممن لا يوقف على إحصاء عددهم ولا يجوز على مثلهم التواطئ بالكذب، وبعد، فقد حضرنا في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين وذلك بعد مضي أبي محمد الحسن ابن علي العسكري عليهما السلام بثمانية عشر سنة أو أكثر مجلس أحمد بن عبيد الله [بن يحيى] (5) بن خاقان، وهو عامل السلطان - يومئذ - على الخراج والضياع بكورة