يكون فيمن كان ذليلا فعز وأما من نشأ في العزة لا يتكبر غالبا بل شأنه التواضع الثالث أن التكبر إنما يكون فيمن لم يكن له كمال واقعي فيتكبر لاظهار الكمال الرابع أن يكون المراد المذلة عند الله اي من كان عزيزا ذا قدر ومنزلة عند الله لا يتكبر، الخامس ما قيل: إن اللام لام العاقبة أي يصير ذليلا بسبب التكبر.
18 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال عليه السلام: ومن ذهب أن له على الاخر فضلا فهو من المستكبرين، فقلت: إنما يرى أن له عليه فضلا بالعافية إذا رآه مرتكبا للمعاصي، فقال: هيهات هيهات فلعله أن يكون غفر له ما أتى وأنت موقوف محاسب، أما تلوت قصة سحرة موسى عليه السلام الحديث (1).
19 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله رجل فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا فلان ابن فلان حتى عد تسعة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما إنك عاشرهم في النار (2).
بيان: " أما إنك عاشرهم في النار " أي إن آباءك كانوا كفارا وهم في النار فما معنى افتخارك بهم وأنت أيضا مثلهم في الكفر باطنا إن كان منافقا أو ظاهرا أيضا إن كان كافرا، فلا وجه لافتخارك أصلا، والحاصل أن عمدة أسباب الفخر بل أشيعها وأكثرها الفخر بالإباء، وهو باطل لان الاباء إن كانوا ظلمة أو كفرة فهم من أهل النار، فينبغي أن يتبرء منهم لا أن يفتخر بهم، وإن كانوا باعتبار أن لهم مالا فليعلم أن المال ليس بكمال يقع به الافتخار، بل ورد في ذمه كثير من الاخبار ولو كان كمالا كان لهم لا له، والعاقل لا يفتخر بكمال غيره [وإن كان باعتبار أنه كان خيرا أو فاضلا أو عالما فهذا جهل من حيث إنه تعزز بكمال غيره] (3) ولذلك قيل:
لئن فخرت بآباء ذوي شرف * لقد صدقت ولكن بئس ما ولدوا فالمتكبر بالنسب إن كان خسيسا في صفات ذاته فمن أن يجبر خسته كمال غيره، وأيضا ينبغي أن يعرف نسبه الحقيقي فيعرف أباه وجده، فان أباه نطفة