الآية - وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم، الحمد لله الذي أكرمنا بنبوته، واختصنا بولايته، يا معشر أبناء المهاجرين والأنصار! من كانت عنده منقبة لعلي بن أبي طالب؟ فليقم وليتحدث.
قال: فقام الناس فسردوا تلك المناقب فقال عبد الله: أنا أروى لهذه المناقب من هؤلاء، وإنما أحدث علي الكفر بعد تحكيمه الحكمين، حتى انتهوا في المناقب إلى حديث خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارا غير فرار، حتى لا يرجع يفتح الله على يديه فقال أبو جعفر عليه السلام: ما تقول في هذا الحديث؟ فقال: هو حق لا شك فيه، ولكن أحدث الكفر بعد فقال له أبو جعفر عليه السلام: ثكلتك أمك أخبرني عن الله عز وجل أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه، وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان، أم لم يعلم؟ قال:
فإن قلت: لا كفرت قال: فقال: قد علم، قال: فأحبه الله على أن يعمل بطاعته أو على أن يعمل بمعصيته؟ فقال: على أن يعمل بطاعته، فقال له أبو جعفر عليه السلام:
فقم مخصوما، فقام وهو يقول: حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، الله أعلم حيث يجعل رسالته (1).
بيان: الصنديد السيد الشجاع، والمغرة طين أحمر والممغر بها، والفلقة بالكسر الكسرة يقال: أعطني فلقة الجفنة أي نصفها، قوله عليه السلام: محيث الحيث أي جاعل المكان مكانا بايجاده، وعلى القول بمجعولية المهيات ظاهر، ومؤين الأين أي موجد الدهر والزمان فإن الأين يكون بمعنى الزمان أيضا كما قيل ولكنه غير معتمد ويحتمل أن يكون بمعنى المكان إما تأكيدا أو بأن يكون حيث للزمان قال ابن هشام: قال الأخفش: وقد ترد حيث للزمان، ويحتمل أن تكون حيث تعليلية أي هو علة العلل، وجاعل العلل عللا قوله عليه السلام واختصنا بولايته أي بأن نتولاه أو بأن جعل ولايتنا ولايته، أو بأن جعلنا ولي من كان وليه، وقال