81 - الاختصاص: ابن عيسى، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت أسير مع أبي في طريق مكة ونحن على ناقتين، فلما صرنا بوادي ضجنان خرج علينا رجل في عنقه سلسلة يسحبها فقال: يا ابن رسول الله اسقني سقاك الله، فتبعه رجل آخر فاجتذب السلسلة، وقال: يا ابن رسول الله لا تسقه لا سقاه الله، فالتفت إلي أبي فقال: يا جعفر عرفت هذا؟ هذا معاوية، لعنه الله (1).
82 - الاختصاص (2) بصائر الدرجات: عنه، عن محمد بن المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض " (3) قال: فكنت مطرقا إلى الأرض فرفع يده إلى فوق، ثم قال لي: ارفع رأسك فرفعت رأسي، فنظرت إلى السقف قد انفجر حتى خلص بصري إلى نور ساطع حار بصري دونه، قال: ثم قال لي:
رأى إبراهيم عليه السلام ملكوت السماوات والأرض هكذا، ثم قال لي: أطرق فأطرقت ثم قال لي: ارفع رأسك فرفعت رأسي، قال: فإذا السقف على حاله، قال: ثم أخذ بيدي وقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه، وأدخلني بيتا آخر، فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثيابا غيرها. ثم قال لي: غض بصرك، فغضضت بصري وقال لي: لا تفتح عينيك، فلبثت ساعة ثم قال لي: أتدري أين أنت؟ قلت: لا جعلت فداك، فقال لي: أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين، فقلت له: جعلت فداك أتأذن لي أن أفتح عيني؟ فقال لي: افتح فإنك لا ترى شيئا، ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي، ثم سار قليلا ووقف، فقال لي: هل تدري أين أنت؟ قلت: لا، قال: أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر عليه السلام.
وخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في