ابن علي عليه السلام: من أراد الجهاد فإلي ومن أراد العلم فإلى ابن أخي جعفر، ولو ادعى الإمامة لنفسه، لم ينف كمال العلم عن نفسه، إذ الامام أعلم من الرعية ومن مشهور قول جعفر بن محمد عليه السلام: رحم الله عمي زيدا لو ظفر لوفى، إنما دعا إلى الرضا من آل محمد وأنا الرضى.
وتصديق ذلك ما حدثنا به علي بن الحسين، عن عامر بن عيسى بن عامر السيرافي بمكة في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن محمد بن مطهر، عن أبيه، عن عمير بن المتوكل بن هارون البجلي، عن أبيه المتوكل بن هارون قال: لقيت يحيى بن زيد بعد قتل أبيه وهو متوجه إلى خراسان، فما رأيت مثله رجلا في عقله وفضله فسألته عن أبيه، فقال: إنه قتل وصلب بالكناسة، ثم بكى وبكيت حتى غشي عليه، فلما سكن قلت له: يا ابن رسول الله وما الذي أخرجه إلى قتال هذا الطاغي وقد علم من أهل الكوفة ما علم؟ فقال: نعم لقد سألته عن ذلك، فقال: سمعت أبي عليه السلام يحدث عن أبيه الحسين بن علي عليه السلام قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على صلبي فقال: يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل شهيدا، فإذا كان يوم القيامة يتخطى هو وأصحابه رقاب الناس، ويدخل الجنة، فأحببت أن أكون كما وصفني رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم قال: رحم الله أبي زيدا، كان والله أحد المتعبدين، قائم ليله صائم نهاره، يجاهد في سبيل الله عز وجل حق جهاده.
فقلت: يا ابن رسول الله هكذا يكون الامام بهذه الصفة؟ فقال: يا عبد الله إن أبي لم يكن بامام، ولكن من سادات الكرام، وزهادهم، وكان من المجاهدين في سبيل الله، قلت: يا ابن رسول الله أما إن أباك قد ادعى الإمامة، وخرج مجاهدا في سبيل الله، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله فيمن ادعى الإمامة كاذبا فقال: مه يا عبد الله إن أبي عليه السلام كان أعقل من أن يدعي ما ليس له بحق وإنما قال:
أدعوكم إلى الرضا من آل محمد، عنى بذلك عمي جعفرا قلت: فهو اليوم صاحب