أسماء بنت عميس قالت: كنت عند فاطمة جدتك إذ دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي عنقها قلادة من ذهب كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) اشتراها له من فيئ له فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا يغرنك الناس أن يقولوا بنت محمد وعليك لباس الجبابرة فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها فسر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك.
29 - الخرائج: روي عن عمران بن الحصين قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) جالسا إذ أقبلت فاطمة (عليها السلام) وقد تغير وجهها من الجوع، فقال لها: أدني، فدنت منه، فرفع يده حتى وضعها على صدرها في موضع القلادة وهي صغيرة ثم قال: اللهم مشبع الجاعة ورافع الوضعة، لا تجع فاطمة، قال: فرأيت الدم على وجهها كما كانت الصفرة فقالت: ما جعت بعد ذلك.
30 - الخرائج: روي عن جابر بن عبد الله قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقام أياما ولم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه، فطاف في ديار أزواجه فلم يصب عند إحداهن شيئا فأتى فاطمة فقال: يا بنية هل عندك شئ آكله، فإني جايع؟ قالت: لا والله بنفسي وأخي فلما خرج عنها بعثت جارية لها رغيفين وبضعة لحم فأخذته ووضعته تحت جفنة وغطت عليها وقالت: والله لأؤثرن بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) على نفسي وغيري وكانوا محتاجين إلى شبعة طعام، فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرجع إليها فقالت: قد أتانا الله بشئ فخبأته لك فقال: هلمي علي يا بنية، فكشفت الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما فلما نظرت إليه: بهتت وعرفت أنه من عند الله، فحمدت الله وصلت على نبيه أبيها وقدمته إليه فلما رآه حمد الله وقال: من أين لك هذا؟
قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي فدعاه وأحضره وأكل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع أزواج النبي حتى شبعوا، قالت فاطمة: وبقيت الجفنة كما هي فأوسعت منها على جميع جيراني جعل الله فيها بركة وخيرا كثيرا.
31 - الخرائج: روي أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: إن خديجة لما توفيت جعلت فاطمة تلوذ برسول الله (صلى الله عليه وآله) وتدور حوله وتسأله يا رسول الله أين أمي فجعل النبي (صلى الله عليه وآله)