ثم أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطبق فيه بسر فوضع بين أيدينا، ثم قال: انتهبوا فبينا نحن كذلك إذ أقبل علي فتبسم إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: يا علي إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة، وقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة أرضيت؟
قال: رضيت يا رسول الله، ثم قام علي فخر لله ساجدا فقال النبي (صلى الله عليه وآله): جعل الله فيكم [الخير] الكثير الطيب وبارك فيكما، قال أنس: والله لقد أخرج منها الكثير الطيب.
مناقب ابن شهرآشوب: خطب النبي (صلى الله عليه وآله) على المنبر في تزويج فاطمة خطبة رواها يحيى بن معين في أماليه، وابن بطة في الإبانة باسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعا، ورويناها عن الرضا (عليه السلام) وذكر نحوه.
بيان: قال الجزري: وشجت العروق والأغصان اشتبكت، ومنه حديث علي (عليه السلام): ووشج بينها وبين أزواجها أي خلط وألف.
30 - كشف الغمة: ومن المناقب عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين، لما أراد الله أن أملكك من علي أمر الله جبرئيل فقام في السماء الرابعة وصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم فزوجك من علي، ثم أمر الله شجر الجنان فحملت الحلي والحلل ثم أمرها فنثرت على الملائكة فمن أخذ منها شيئا أكثر مما أخذه غيره افتخر به إلى يوم القيامة.
ومنه عن ابن عباس قال: كانت فاطمة تذكر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها، فلقي سعد بن معاذ عليا فقال: إني والله ما أرى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحبسها إلا عليك، فقال له علي: فلم ترى [ذلك]؟ فوالله ما أنا بواحد الرجلين ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي، وقد علم مالي صفراء ولا بيضاء قال سعد: فإني أعزم عليك لتفرجنها عني فإن لي في ذلك فرجا قال: فأقول ماذا؟
قال تقول: جئت خاطبا إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله).