ثم جاءه ملك من المغرب فقال له: من أين جئت؟ فقال: من عند الله عز وجل، ثم جاءه ملك فقال: قد جئتك من السماء السابعة من عند الله عز وجل، وجاءه ملك آخر فقال له: قد جئتك من الأرض السفلى السابعة من عند الله تعالى، فقال موسى عليه السلام: سبحان من لا يخلو منه مكان ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان، فقال اليهودي: أشهد أن هذا هو الحق، وأنك أحق بمقام نبيك ممن استولى عليه، وأمثال هذه الأخبار كثيرة. (1) 23 - مناقب ابن شهرآشوب، الإرشاد: فصل في ذكر ما جاء في قضاياه (2) في إمرة عمر بن الخطاب فمن ذلك ما جاءت به العامة والخاصة في قصة قدامة بن مظعون وقد شرب الخمر فأراد عمر أن يحده، فقال له قدامة: لا يجب (3) علي الحد، لان الله تعالى يقول:
" ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات (4) " فدرأ عنه عمر الحد، (5) فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فمشى إلى عمر فقال له: لم تركت إقامة الحد على قدامة في شرب الخمر؟ فقال: إنه تلا علي الآية، وتلاها عمر، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ليس قدامة من أهل هذه الآية، ولا من سلك سبيله في ارتكاب ما حرم الله، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يستحلون حراما، فاردد قدامة واستتبه مما قال، فان تاب فأقم عليه الحد، و إن لم يتب فاقتله فقد خرج عن الملة، فاستيقظ عمر لذلك، وعرف قدامة الخبر فأظهر التوبة والاقلاع، فدرأ عمر عنه القتل ولم يدر كيف يحده، فقال لأمير المؤمنين عليه السلام: أشر علي في حده، فقال: حده ثمانين، إن شارب الخمر إذا شربها