على خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وآله وكنت عندها، فقالت: ائذن للرجل، فدخل فقالت: من أين أقبل الرجل؟ قال: من الكوفة، قالت: فمن أي القبائل أنت؟ قال: من بني عامر، قالت: حييت ازدد قربا، فما أقدمك؟ قال:
يا أم المؤمنين رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلاف الناس فخرجت، فقالت هل كنت بايعت عليا؟ قال: نعم، قالت: فارجع فلا تزل عن صفه فوالله ما ضل وما ضل به، (1) فقال: يا أمه فهل أنت محدثتني (2) في علي عليه السلام بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قالت: اللهم نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي آية الحق وراية الهدى، علي سيف الله يسله على الكفار والمنافقين، فمن أحبه فبحبي أحبه ومن أبغضه فببغضي أبغضه، ألا ومن أبغضني أو أبغض عليا لقي الله عز وجل ولا حجة له (3).
بيان قال الفيروزآبادي: كبس البئر والنهر يكبسهما: طمهما بالتراب، و رأسه في ثوبه: أخفاه وأدخله فيه، وداره: هجم عليه واحتاط، انتهى (4). ولعل الأخير هنا أنسب.
65 - أمالي الطوسي: الحفار، عن الجعابي، عن سعيد بن عبد الله الأنباري، عن خلف ابن درست، عن القاسم بن هارون، عن سهل بن سفيان، عن همام، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي عز وجل حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى، فقال: يا محمد من تحب من الخلق؟ قلت:
يا رب عليا، قال: التفت يا محمد، فالتفت عن يساري فإذا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. (5).