بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٩ - الصفحة ٣٥١
والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (1) " فنحن أهل بيت عصمنا الله من أن نكون فتانين أو كذابين أو ساحرين أو زيانين (2)، فمن كان فيه شئ من هذه الخصال فليس منا ولا نحن منه، إنا أهل بيت طهرنا الله من كل نجس، نحن الصادقون إذا نطقنا و العالمون إذا سئلنا، أعطانا الله عشر خصال لم يكن لاحد قبلنا ولا يكون لاحد بعدنا: العلم والحلم واللب والنبوة والشجاعة والسخاوة والصبر والصدق والعفاف والطهارة، فنحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الاعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى والحق الذي أقر الله به، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون؟ (3).
بيان: قال الفيروزآبادي: زجله وبه: رماه ودفعه، وبالرمح: زجه، والحمام أرسلها (4).
25 - نهج البلاغة: فقمت بالامر حين فشلوا، وتطلعت حين تعتعوا (5)، ومضيت بنور الله حين وقفوا، وكنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فوتا، فطرت بعنانها واستبددت برهانها، كالجبل لا تحركه القواصف ولا تزيله العواصف، لم يكن لاحد في مهمز ولا لقائل في مغمز، الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه، رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا لله أمره، أتراني

(١) سورة النساء: ١.
(2) كذا في النسخ، وفى المصدر " زيافين " وهو الأصح والزيف: الغش.
(3) تفسير فرات: 61 و 62.
(4) القاموس 3: 388.
(5) في المصدر: وتطلعت حين تقبعوا: ونطقت حين تعيوا اه‍. وقال الشيخ محمد عبده في شرحه: التقبع: الاختباء، والتطلع ضده، ويقال: " امرأة طلعة قبعة " تطلع ثم تقبع رأسها أي تدخله كما يقبع القنفذ أي يدخل رأسه في جلده، وقبع الرجل: ادخل رأسه في قميصه، أي أنه ظهر في اعزاز الحق والتنبيه على مواقع الصواب حين كان يختبئ القوم من الرهبة.
ويقال: تقبع فلان في كلامه إذا تردد من عى أو حصر، فقد كان عليه السلام ينطق بالحق ويستقيم به لسانه والقوم يترددون ولا يبينون.
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 » »»
الفهرست