إلى متى يقول محمد: جبرئيل وميكائيل والملائكة؟ كل ذلك تفخيم لعلي وتعظيم لشأنه، ويقول: الله تعالى لعلي خاص من دون سائر الخلق! برئنا من رب ومن ملائكة ومن جبرئيل وميكائيل هم لعلي بعد محمد مفضلون! وبرئنا من رسل الله الذين هم لعلي بعد محمد مفضلون! وأما ما قاله اليهود.
أقول: أوردنا تتمة الخبر في باب احتجاج الرسول صلى الله عليه وآله على اليهود، ولنذكر ههنا ما يناسب الباب.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سلمان إن الله عز وجل صدق قولك ووفقك رأيك، وإن جبرئيل (1) عن الله تعالى يقول: يا محمد سلمان والمقداد أخوان متصافيان في ودادك ووداد علي أخيك ووصيك وصفيك، وهما في أصحابك كجبرئيل و ميكائيل في الملائكة، عدوان لمن أبغض أحدهما وليان (2) لممن والاهما ووالى محمدا وعليا، عدوان لمن عادى محمدا وعليا وأولياءهما، ولو أحب أهل الأرض سلمان والمقداد كما يحبهما ملائكة السماوات والحجب والكرسي والعرش لمحض ودادهما لمحمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وموالاتهما لأوليائهما ومعاداتهما لأعدائهما لما عذب الله أحدا منهم بعذاب البتة.
قال الحسين بن علي عليه السلام: فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله في سلمان والمقداد سر به المؤمنون وانقادوا، وساء ذلك المنافقين فعاندوا وعابوا وقالوا: يمدح محمد صلى الله عليه وآله الأباعد ويترك الادنين من أهله لا يمدحهم ولا يذكرهم، فاتصل ذلك برسول الله صلى الله عليه وآله وقال: مالهم لحاهم الله يبغون للمسلمين السوء؟ وهل نال أصحابي ما نالوه من درجات الفضل إلا بحبهم لي ولأهل بيتي؟ والذي بعثني (3) بالحق نبيا إنكم لم تؤمنوا حتى يكون محمد وآله أحب إليكم من أنفسكم وأهاليكم (4) وأموالكم ومن في الأرض