الفاء وتسقط العين فتسقط همزة الوصل، والمعنى اثبتن في منازلكن والزمنها، و إن كان من وقر يقر فمعناه كن أهل وقار وسكينة " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " أي لا تخرجن على عادة النساء اللاتي كن في الجاهلية، ولا تظهرن زينتكن كما كن يظهرن ذلك، وقيل: التبرج التبختر والتكبر في المشي، و قيل: هو أن تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فتواري قلائدها وقرطيها فيبدو ذلك منها، والمراد بالجاهلية الأولى ما كان قبل الاسلام، وقيل: ما كان بين آدم ونوح ثمان مائة سنة، وقيل: ما بين عيسى ومحمد، عن الشعبي، قال: وهذا لا يقتضي أن يكون بعدها جاهلية في الاسلام، لان الأول اسم للسابق تأخر عنه غيره أو لم يتأخر، وقيل: إن " معنى تبرج الجاهلية الأولى " أنهم كانوا يجوزون أن تجمع امرأة واحدة زوجا وخلا، فتجعل لزوجها نصفها الأسفل، و لخلها نصفها الاعلى يقبلها ويعانقها.
أقول: سيأتي تفسير آية التطهير في المجلد التاسع.
" واذكرن " الآية، أي اشكرن الله إذ صيركن في بيوت تتلى فيها القرآن والسنة، أو احفظن ذلك وليكن ذلكن منكن على بال أبدا لتعملن بموجبه، قال مقاتل: لما رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب دخلت على نساء النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: هل نزل فينا شئ من القرآن؟ قلن: لا، فأتت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار، فقال: ومم ذلك؟
قالت: لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال، فأنزل الله تعالى هذه الآية:
" إن المسلمين " أي المخلصين الطاعة لله، أو الداخلين في الاسلام، أو المستسلمين لأوامر الله والمنقادين له من الرجال والنساء " والمؤمنين " أي المصدقين بالتوحيد " والقانتين " أي الدائمين على الأعمال الصالحات، أو الداعين " والخاشعين " أي المتواضعين الخاضعين لله تعالى " والحافظين فروجهم " من الزنا وارتكاب الفجور " والذاكرين الله " روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: من بات على تسبيح فاطمة (عليها السلام) كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات (1).