الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١٠٧٢
ما أقمتم، والحباء (1) إذا ظعنتم (2) انهضوا إلى دار الضيافة.
وقال لعبد المطلب سرا: إني مفوض إليك من سر علمي، فليكن عندك مطويا حتى يأذن الله فيه، إني أجد في الكتاب المكنون، والعلم المخزون خبرا عظيما، فيه شرف للناس عامة، ولرهطك خاصة.
فقال عبد المطلب: أيها الملك مثلك من سر وبر، فما هو؟
قال: إذا ولد بتهامة (3) غلام بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، وكذلك ولولدك به الرعاية (4) إلى يوم القيامة، وهذا حينه الذي يولد فيه أو [قد] ولد واسمه " محمد " يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، وقد ولد سرارا، والله باعثه جهارا، وجاعل له منا أنصارا، يعز به أولياءه، ويذل به (5) أعداءه، يكسر الأوثان، ويخمد النيران، ويعبد الرحمن، ويدحر الشيطان، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله.
وإنك يا عبد المطلب جده غير كذب. فخر عبد المطلب ساجدا لله.
فقال له: ارفع رأسك، فهل أحسست شيئا مما ذكرته؟
قال: كان لي ابن، وكنت به معجبا، فزوجته كريمة من قومي، فجاءت بغلام فسميته محمدا، مات أبوه وأمه، وكفلته (6) أنا وعمه.
فقال الملك: فاحذر عليه اليهود، واطو (7) ما ذكرت دون هؤلاء الذين معك

1) الحباء: العطاء بلا من ولا جزاء.
2) أي ذهبتم وسرتم.
3) تهامة بالكسر: تهامة تساير البحر، منها مكة. والحجاز: ما حجز بين تهامة والعروض.
(مراصد الاطلاع: 1 / 283).
4) " ولكم به الزعامة " ط، د، ق. " ولكم به الدعامة " الكمال بدل " وكذلك ولولدك به الرعاية ".
5) " ليعز بهم أولياءه، ويذل بهم " الكمال.
6) كذا في الكمال، وفي م: " وأكفله ".
7) " وأضمر " ط، ه‍.
(١٠٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1067 1068 1069 1070 1071 1072 1073 1074 1075 1078 1079 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148