أن يكون قادرا على نصب دلالة يستدل بها على صدق الصادق.
ثم تلك الدلالة لا تخلو إما أن تكون أمرا معتادا حدوثه، أو أمرا يخص الصادق وينقض العادة بذلك المعنى الذي أشرنا إليه، ولا يكون أمرا معتادا بل يكون خارقا للعادات، وإذا كان هذا هكذا صح أن الذي ذكرناه من المعجزة علامة الصدق وأنها تخصه كما تخص الافعال المحكمة إذ أظهرت علم من يظهر ذلك منه ويترتب على حسب علمه بترتيبه لها ولم يجز أن توجد مع الكاذب، لان حكم الامارة مثل حكم الدلالة، ولا يصح أن تكون الدلالة موجودة مع فقد المدلول، لان ذلك يخرجه من أن تكون دلالة، كما أن العلة توجب الحكم، فإذا وجدت وهي غير موجبة للحكم خرجت من أن تكون علة للحكم.
والمعجزة: علامة الصدق، وعلامة الشئ كدلالته يلزمه حكمه فلا يجوز ظهورها على كذاب.
باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وابطالها ذكر ابن زكريا المتطبب (1) في مقابل المعجزات أمورا يسيرة لا يتمكن منها إلا بالمواطاة والحيل، وأعجب منها ما يفعله المشعبذون في كل زمان.
فذكر ما نقل عن زرادشت من صب الصفر المذاب على صدره، ومن بعض سدنة