الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١٠٣٤
أن يكون قادرا على نصب دلالة يستدل بها على صدق الصادق.
ثم تلك الدلالة لا تخلو إما أن تكون أمرا معتادا حدوثه، أو أمرا يخص الصادق وينقض العادة بذلك المعنى الذي أشرنا إليه، ولا يكون أمرا معتادا بل يكون خارقا للعادات، وإذا كان هذا هكذا صح أن الذي ذكرناه من المعجزة علامة الصدق وأنها تخصه كما تخص الافعال المحكمة إذ أظهرت علم من يظهر ذلك منه ويترتب على حسب علمه بترتيبه لها ولم يجز أن توجد مع الكاذب، لان حكم الامارة مثل حكم الدلالة، ولا يصح أن تكون الدلالة موجودة مع فقد المدلول، لان ذلك يخرجه من أن تكون دلالة، كما أن العلة توجب الحكم، فإذا وجدت وهي غير موجبة للحكم خرجت من أن تكون علة للحكم.
والمعجزة: علامة الصدق، وعلامة الشئ كدلالته يلزمه حكمه فلا يجوز ظهورها على كذاب.
باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وابطالها ذكر ابن زكريا المتطبب (1) في مقابل المعجزات أمورا يسيرة لا يتمكن منها إلا بالمواطاة والحيل، وأعجب منها ما يفعله المشعبذون في كل زمان.
فذكر ما نقل عن زرادشت من صب الصفر المذاب على صدره، ومن بعض سدنة

١) هو محمد بن زكريا الرازي، الطبيب الماهر، صاحب التصانيف، قال ابن سينا في حقه:
" هو المتكلم الفضولي الذي من شانه أن ينظر في الأبوال والبرازات ".
وقال القاضي ابن صاعد: " ان الرازي لم يتوغل في العلم الإلهي، ولا فهم غرضه الأقصى فلذلك اضطرب رأيه وتقلد آراءا سخيفة ".
تجد ترجمته في روضات الجنات: ٧ / ٣٠٠، سير أعلام النبلاء: ١٤ / 354، وفيات الأعيان: 5 / 157، أبجد العلوم: 3 / 114 وغيرها.
(١٠٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1029 1030 1031 1032 1033 1034 1035 1036 1037 1038 1039 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148