الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ٩٨٥
فصل ان الفصاحة مع النظم معجز واعلم أن هؤلاء الذين قالوا: إن جهة إعجاز القرآن: الفصاحة المفرطة التي خرقت العادة، صاروا صنفين:
منهم من اقتصر على ذلك، ولم يعتبر النظم.
ومنهم من اعتبر الفصاحة والنظم والأسلوب (١) المخصوص.
وقال الفريقان: إذا ثبت أنه خارق للعادة بفصاحته، دل على نبوته، لأنه إن كان من فعل (٢) الله تعالى، فهو دال على نبوته ومعجز له.
وإن كان من فعل النبي صلى الله عليه وآله، فإنه لم يتمكن (٣) من ذلك مع خرقه العادة لفصاحته إلا لان الله تعالى خلق فيه علوما خرق بها العادة، فإذا علمنا بقوله: إن القرآن من فعل الله دون فعله، قطعنا على ذلك دون غيره. (٤) فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز وأما القول الثالث والرابع، فكلاهما مأخوذ من قول الله تعالى: ﴿ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾ (5).
فحمل الأولون ذلك على المعنى، والآخرون على اللفظ، والآية الكريمة مشتملة عليهما، عامة فيهما.
ويجوز أن يكون كلا القولين معجزا على بعض الوجوه، لارتفاع التناقض منه، والاختلاف [فيه] على وجه مخالف للعادة. (6)

١) " الفصاحة النظم " البحار.
٢) " لو كان من قبل " البحار.
٣) " ولم نتمكن " البحار.
٤) التخريجة السابقة.
٥) سورة النساء: ٨٢.
6) عنه البحار: 92 / 129.
(٩٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 980 981 982 983 984 985 986 987 988 989 990 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148