ورأيت شابا من أتم الناس طولا، [وأشدهم بياضا، وأحسنهم ثيابا] (1) ما ظننته إلا عبد المطلب قد دنا منه (2) وتفل في فيه، واستنطقه، فنطق، فلم أفهم ما قال إلا أنه قال: في أمان الله وحفظه [وكلاءته]، أنت خير البشر!
ثم أخرج صرة فإذا فيها خاتم، فضرب به بين (3) كتفيه، وألبسه قميصا، وقال:
هذا أمانك من آفات الدنيا، فهذا ما رأيت يا عباس.
ثم جاءت به، وإذا (4) خاتم النبوة بين كتفيه، ونسيت الحديث [فلم أذكره] إلى وقت إسلامي حتى ذكرني به رسول الله صلى الله عليه وآله. (5) فصل 5 - وبالاسناد عن ابن عباس قال: كان يوضع لعبد المطلب رضي الله عنه فراش في ظل الكعبة لا يجلس عليه أحد إجلالا له، وكان بنوه يجلسون حوله حتى يخرج عبد المطلب.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج وهو غلام فيمشي حتى يجلس على الفراش فيعظم ذلك أعمامه، ويأخذونه ليؤخروه، فيقول لهم عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم: