وكان الفرق بين قصار سور المفصل (1) وبين أفصح قصائد العرب غير ظاهر لنا الظهور الذي ذكرناه - ولعله إن كان ثم فرق، فهو مما يقف عليه غيرنا، ولا يبلغه علمنا - فقد دل على أن القوم صرفوا عن المعارضة، وأخذوا عن (2) طريقها. (3) فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة والأشبه بالحق، والأقرب إلى الحجة، بعد ذلك القول: قول من قال: إن (4) وجه معجز (5) القرآن المجيد (6) خروجه عن العادة في الفصاحة، فيكون ما زاد على المعتاد هو المعجز كما أنه لما أجرى الله تعالى العادة في القدر (7) التي يتمكن بها من ضروب أفعال الجوارح كالظفر للنخر، وحمل الخيل (8) بقدر كثيرة خارجة عن العادة (9) كانت لاحقة بالمعجزات، فكذلك القرآن الكريم (10). (11)
(٩٨٤)