الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ٩٩٢
وأما دخولهم في الاسلام، فلامر بهرهم وأعجزهم، وأي شئ أبلغ من الصرفة في ذلك؟ (1) باب من أن اعجازه الفصاحة قالوا: إن الله تعالى جعل معجزة كل نبي من جنس ما يتعاطاه قومه، ألا ترى أن في زمان موسى - على نبينا وعليه السلام - لما كان الغالب على قومه السحر جعل الله سبحانه معجزته من ذلك القبيل.
فأظهر على يده قلب العصا [حية] (2) واليد البيضاء وغير ذلك، فعلم أولئك الأقوام (3) أن ذلك مما لا يتعلق بالسحر، فآمنوا به.
وكذلك زمان عيسى - على نبينا وعليه السلام - لما كان الغالب على قومه (4) الطب، جعل الله سبحانه معجزته من ذلك القبيل، فأظهر الله سبحانه على يده إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، فعلم أولئك الأقوام أن ذلك مما لا يوصل إليه بالطب، فآمنوا به.
وكذلك لما كان زمن محمد صلى الله عليه وآله الغالب على قومه الفصاحة والبلاغة، حتى كانوا لا يتفاخرون بشئ كتفاخرهم بها، جعل الله سبحانه معجزته من ذلك القبيل، فأظهر على يده هذا القرآن، فعلم الفصحاء منهم أن ذلك ليس من كلام البشر، فآمنوا به ولهذا جاء المحضرمون (5) وآمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله منهم: قيس بن زهير (6) وكعب

1) التخريجة السابقة.
2) من البحار.
3) كذا في خ ل، ه‍. وفي م " فعلموا ".
4) " عليهم فيه " م.
5) " المخضرمون " خ ل، ق. بمعناها، وهو من مضى شئ من عمره في الجاهلية، وشئ في الاسلام.
وفي البحار " مخصوصون ".
6) هو قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن الحارث ذكره اليعقوبي في تاريخه:
1 / 267 في شعراء العرب، وابن هشام في سيرته: 1 / 306.
(٩٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 987 988 989 990 991 992 993 994 995 996 997 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148