فان أريد ذلك، فهو إنما يتعذر لفقد العلم بالفصاحة، وكيفية إيقاع الحروف لا أن ذلك مستحيل، كما أن الشعر يتعذر على العجز (1) لعدم علمه بذلك، لا إنه مستحيل منه من حيث القدرة.
ومتى أريد باستحالة ذلك، ما يرجع إلى فقد العلم، فذلك خطأ في العبارة دون المعنى. (2) باب في الصرفة (3) والاعتراض عليها والجواب عنه.
وتقرير ذلك في (4) الصرفة هو أنه لو كانت فصاحة القرآن خارقة فقط، لوجب أن يكون بينه وبين [أفصح] كلام العرب التفاوت الشديد الذي يكون بين الممكن والمعجز وكان لا يشتبه فصل بينه وبين ما يضاف إليه من أفصح كلام العرب، كما لا يشتبه الحال بين كلامين فصيحين، وإن لم يكن بينهما ما بين الممكن والمعجز.
ألا ترى أن الفرق (5) بين شعر الطبقة العليا من الشعراء، وبين شعر المحدثين يدرك (6) بأول نظر؟ ولا نحتاج في معرفة ذلك الفصل إلى الرجوع (7) إلى من تناهى في العلم بالفصاحة.