الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١٠١٠
لهم [ذلك] (١) مع فرط الذكاء وجودة الذهن؟
وهذا من قبيح الغفلة التي ينزه القوم عنها، ووصفهم الله بخلافها.
وليس يورد مثل هذا الاعتراض من موافق في إعجاز القرآن، وإنما يصير إليه من خالفنا في الملة، أو أبهرته (٢) الحجة، فيرمي العرب بالبله والغفلة، فيقول: لعلهم لم يعلموا أن المعارضة أنجع (٣) وأنفع، وطريق الحجة أصوب وأقرب، لأنهم لم يكونوا أصحاب نظر وفكر، وإنما كانت الفصاحة صنعتهم، فعدلوا إلى الحرب.
وهذا الاعتراض إذا ورد علينا كانت كلمة جماعتنا واحدة في رده، وقلنا في جوابه:
إن العرب إن لم يكونوا نظارين، فلم يكونوا غفلة مجانين، وته العقول (٤) أن مساواة (٥) التحدي في فعله ومعارضته بمثله، أبلغ في الاحتجاج عليه من كل فعل، ولا يجوز أن يذهب العرب الألباء عما لا يذهب عنه العامة والأغبياء.
والحرب غير مانعة عن المعارضة، وقد كانوا يستعملون في حروبهم من الارتجاز ما لو جعلوا مكانه معارضة القرآن كان أنفع لهم. وهذا كان في جواب من جعل ذلك كفهم عن المعارضة.
باب في مطاعن المخالفين في القرآن قالوا: إن في القرآن تفاوتا كقوله: ﴿لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن﴾ (6) ففي هذا تكرير بغير فائدة فيه لان قوله " قوم من قوم " يغني عن قوله " نساء من نساء " فالنساء يدخلن في قوم، يقال: " هؤلاء قوم فلان " للرجال وللنساء من عشيرته؟
الجواب: إن " قوم " لا يقع في حقيقة اللغة إلا على الرجال، ولا يقال

١) من البحار.
٢) " وأبهرته " البحار.
٣) أنجع: أفلح.
٤) وتها، تهوا أي غفل.
٥) " مسألة " البحار.
٦) سورة الحجرات: ١١.
(١٠١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1005 1006 1007 1008 1009 1010 1011 1012 1013 1014 1015 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148