ابن عفان لمخزاة على من لا دين له، ولا حجة معه، فكيف وأنا على بينة من ربي، [و] الحق في يدي، والله إن امرءا يمكن عدوه من نفسه يخذع لحمه ويهشم عظمه، ويفري (1) جلده، ويسفك دمه لضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره (2)، أنت فكن كذلك إن أحببت (3)، فأما أنا فدون أن أعطى ذلك ضرب بالمشرفي (4)، يطير منه فراش الهام، وتطيح منه الأكف والمعاصم (5)، ويفعل بعد ما يشاء.
فقام أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أيها الناس! إن أمير المؤمنين قد أسمع من كانت له أذن واعية وقلب حفيظ، إن الله قد أكرمكم بكرامة لم تقبلوها حق قبولها، إنه ترك بين أظهركم ابن عم نبيكم، وسيد المسلمين من بعده، يفقهكم في الدين، و يدعوكم إلى جهاد المحلين، فكأنكم صم لا تسمعون، أو على قلوبكم غلف مطبوع عليها فأنتم لا تعقلون، أفلا تستحيون؟.