فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وقيل لمحمد ابن الحنفية من أدبك فقال أدبني ربى في نفسي فما استحسنت من أولى الألباب والبصيرة تبعتهم به واستعملته وما استقبحت من الجهال اجتنبته وتركته مستقرا فأوصلني ذلك إلى طريق العلم ولا طريق للأكياس من المؤمنين أسلم من الاقتداء لأنه المنهج الأوضح والمقصد الأصح قال الله عز وجل لأعز خلقه (صلى الله عليه وآله وسلم) (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) وقال عز وجل (ثم أوحينا إليك ان اتبع ملة إبراهيم حنيفا) فلو كان لدين الله تعالى عز وجل مسلك أقوم الاقتداء لندب أنبيائه وأوليائه إليه قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في القلوب نور لا يضئ إلا من اتباع الحق وقصد السبيل وهو من نور الأنبياء مودع في قلوب المؤمنين.
(١٥٧)