قال الله عز وجل (لبئس المولى ولبئس المصير) وأما من عصمه الله بنور التوحيد والتأييد وحسن التوفيق فطهر قلبه من الدنس فلا يفارق المعرفة والتقى فيستمع الكلام الأضل وترك قائله كيفما كان قالت الحكماء خذ الحكمة ومن أفواه المجانين قال عيسى (عليه السلام) جالسوا من يذكركم الله رؤيته ولقائه فضلا عن الكلام ولا تجالسوا من توافقه ظواهركم وتخالفه بواطنكم فإن ذلك المدعى بما ليس له ان كنتم صادقين فاستقادتكم فإذا لقيت من ثلاث خصال فاغتنم رؤياه ولقاه ومجالسته ولو كان ساعة ذلك يؤثر في دينك وقلبك وعبادتك بركاته فمن كلامه لا يجاوز فعله وفعله لا يجاوز صدقه وصدقه ينازع ربه فجالسه بالحرمة وانتظر الرحمة والبركة واحذر لزوم الحجة عليك وراع وقته كيلا تلومه فتخسر وانظر إليه بعين فضل الله عليه وتخصيصه له وكرامته إياه
(١٦١)