برحمته وفضله جعل حياة القلب والطاعات والتفكر صفاء الماء ورقته وطهره وبركته ولطيف امتزاجه بكل شئ واستعمله في تطهير الأعضاء التي امرك الله بتطهيرها وتعبدك بأدائها في فرائضه وسننه فإن تحت واحدة منها فوائد كثيره فإذا استعملها بالحرمة انفجرت لك عيون فوائده عن قريب ثم عاشر خلق كامتزاج الماء بالأشياء يؤدى كل شئ حقه ولا يتغير معناه معبرا لقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): مثل المؤمن المخلص كمثل الماء ولتكن صفوتك مع الله تعالى في جميع طاعتك كصفوة الماء حين أنزله من السماء وسماه طهورا وطهر قلبك بالتقوى واليقين عند طهاره جوارحك بالماء
(١٢٩)