تعالى على ميزان الخوف والرجاء لا يضل ويصل إلى مأموله وكيف لا يخاف العبد وهو غير عالم يختم صحيفته ولا له عمل يتوسل به استحقاقا ولا قدره على شئ ولا مفر وكيف لا يرجو وهو يعرف نفسه بالعجز وهو غريق في بحر آلاء الله ونعمائه من حيث تحصى ولا تعد والمحب يعبد ربه على الرجاء بمشاهدة أحواله بعين سهر والزاهد يعبد على الخوف قال أويس لهرم بن حيان قد عمل الناس على الرجاء فقال بل تعمل الخوف والخوف خوفان ثابت ومعارض فالثابت الخوف يورث الرجاء والمعارض منه يورث خوفا ثابتا والرجاء رجاءان منه عاكف وباد فالعاكف منه يورث خوفا ثابتا يقوى نسبه المحبة والبادي منه يصح امل العجز والتقصير والحياة
(١٨١)