* الشرح:
قوله: (من قال: سلام عليكم فهي عشر حسنات.. اه) قال بعض العامة: السلام اسم من أسمائه تعالى أو معنى السلام عليكم كما يقال: الله معك أي حفيظ عليك والظاهر أن المراد بالسلام هنا معنى السلامة من الآفات والنجاة من النار، وقد فسره بذلك كثير من الفضلاء ورحمته سبحانه عبارة من ألطافه وإحسانه وإكرامه وإنعامه والمراد بالبركة هنا إما زيادة الخير أو الثبات على ذلك من قولهم: بركت الإبل إذا ثبت على الأرض أو التطهير من المعايب وتضاعيف الحسنات هنا من باب «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» فكل كلمة من الكلمات الثلاث حسنة، ثم الظاهر أنه يصح السلام بكل صيغة صحيحة متعارفة في الشرع والعرف بالقواعد المقررة في العربية مثل سلام عليك سلام عليكم بالتنكير والإفراد والجمع وإن كان المخاطب واحدا، والجمع أولى وأفضل كما دل عليه ما بعد هذا الخبر ومثله تعريف السلام في الصيغتين وتقديمه أفضل لتقدمه في القرآن والإخبار وتأخيره أيضا جائز مثل وعليك السلام وقال بعض العامة: يكره أن يقدم لفظ عليكم على لفظ السلام وجاء في رواياتهم النهى عنه وأنها تحية الموتى فقيل معنى كونها تحية الموتى أنها من عادة الشعراء في رثائهم الموتى وخطابهم مثل:
عليك سلام الله قيس بن عاصم * ورحمته ما شاء أن يترحما ولا يعني أنها السنة في تحية الموتى فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (السلام عليكم دار قوم مؤمنين) فحياهم بتحية الاحياء وقيل: وجه الكراهة إن عادة العرب تقديم اسم المدعو عليه في الشر كقولهم: عليه لعنة الله وغضبه، وقوله تعالى: (وإن عليك لعنتي) ورد بأن الله تعالى في آية اللعان قدم اللعنة والغضب على الاسم وقيل: السلام اسم الله فهو أولى بالتقديم وهذا أحسن لو سلم عن المعارضة فإنه قدم عليكم على الاسم الصادر عن الرحمة وهل يتحقق السلام والتحية بمثل السلام بحذف الخبر كما هو المتعارف بين بعض الناس فالظاهر نعم لأنه مندرج تحت القانون ويحتمل العدم لعدم كونه متعارفا شرعا وعرفا ويتفرع عليه وجوب الرد وعدمه.
* الأصل:
10 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ثلاثة ترد عليهم رد الجماعة وإن كان واحدا: عند العطاس يقال:
يرحمكم الله وإن لم يكن معه غيره، والرجل يسلم على الرجل فيقول: السلام عليكم والرجل يدعو للرجل فيقول: عافاكم الله وإن كان واحدا فإن معه غيره).