واستعملا لفظ المشبه به في المشبه.
قوله (انتهاك لنا) أي مبالغة في خرق حرمتنا وكسر شأننا ونسبة الغدر ونقض العهد وسوء العقائد إلينا.
قوله (أتتخذ اللعن لنا دينا) وهو من صفة الضعيف العاجز عن استيفاء حقه من الخصم بالطعن والضرب، والاستفهام للتوبيخ.
قوله (وهو يناجي نفسه) يقرأ دون الجهر من القول ما أمراه به من آية السخرة والتعوذ من كيده (عليه السلام) وكيد الشيطان.
قوله (وأشار إلى مجلس قريب منه) هذا الإعزاز لكمال خلقه وتقدم علمه بأنه خدع منهما وأنه سيرجع عنهما عند ظهور الحق عليه.
قوله (الحائل بينك وبين قلبك) كما قال الله تعالى (إن الله يحول بين المرء وقلبه) قال المفسرون: هذا تمثيل لغاية قربه من العبد وإشعار بأنه مطلع على سرائر قلبه ما عسى أن يغفل صاحبه عنه أوحث على المبادرة إلى تخلية القلب وتصفيته قبل أن يحول الله بينه وبين صاحبه بالموت وغيره، أو تخييل لتملكه على قلبه فيفسخ عزائمه ويفسر مقاصده ويحول بينه وبين الكفران إن أراد سعادته، أو بينه وبين الإيمان إن أراد شقاوته.
قوله (الذي يعلم خائنه الأعين وما تخفي الصدور) المراد بخائنة الأعين نظراتها إلى مالا ينبغي وتحريك الجفون للغمز ونحوه، وبمخفيات الصدور قصودها ومكنوناتها التي لم تجر على اللسان ولم يتعلق بالبيان.
قوله (وجعل علي (عليه السلام) يكررها) أي يأمره بتكرارها وترددها ويبين غلطه إذا أخطأ في جوهر الكلمة وحركاتها ومخارج حروفها.
قوله (قال الرجل ما يرى) هذا القول إما استعلام عن سبب التكرار أو تعجب منه والسبب حصول الاطمينان لقلبه مما أحدثا فيه بالسحر ونحوه ورفع اضطرابه وقلقه من خدعتهما وفيه دلالة على أن قراءة هذه الآية سبعين مرة يوجب صفاء القلب واطمئنانه ورفع شكه ووساوسه.
قوله (وإن كان النسب مقطوعا إلا ما وصله الله بالإسلام) يريدان القرابة التي وجبت رعايتها في الدنيا والآخرة هي القرابة الدينية وهي ما به الارتباط بين المؤمنين كما قال جل شأنه: (إنما المؤمنون إخوة) وأما القرابة النسبية بدون روابط الإسلام والوصل بالإيمان فلا تنفع في الدنيا والآخرة ولا يجب رعايتها فيهما أما في الآخرة فظاهر. وأما في الدنيا فلأنه قتل كثير من المؤمنين أقرباءه لأجل المخالفة في الدين.