رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فانصرف محمد بن علي وهو يتولى علي بن الحسين (عليهما السلام).
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله.
* الشرح:
قوله (وقد قتل أبوك رضي الله عنه وصلى على روحه ولم يوص) هذا القول مستغرب من وجوه: أحدها أنه شهادة على النفي ولا عبرة بها عقلا وشرعا وثانيها أنه معترف بأن الإمامة بالوصاية ولم يدع أن أحدا أوصى إليه بها فكيف يدعيها لنفسه، وثالثها أنه قد أوصى أبوه علي بن أبي طالب (عليه السلام) بحضرته إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) كما مر في باب الإشارة والنص على الحسن بن علي (عليهما السلام)، ويحتمل أن يكون هذه المناظرة لأجل إثبات الحق لعلي بن الحسين (عليهما السلام) لتعلم الشيعة أنه الإمام لا هو ولا ينخدعوا بأنه أكبر وأقرب من علي (عليه السلام). ويؤيده ما نقل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إن المحامدة تأبى أن يعصى الله عز وجل وعد منهم ابنه محمد بن الحنفية.
قوله (وصنو أبيك) في الصحاح: إذا خرج نخلتان أو ثلاث من أصل واحدة فكل واحد منهن صنو والاثنتان صنوان. والجمع صنوان برفع النون، وفي الحديث: عم الرجل صنو أبيه، وفي النهاية: الصنو المثل وأصله أن تطلع نخلتان عن عرق واحد ومقصوده من هذا القول أن أنا وأباك من أب واحد وهو مثلي وأنا مثله فكما هو كان مستحقا للإمامة فكذلك أنا مستحق لها، وهذا الاستدلال باطل لأن كون الرجلين من أب واحد لا يستلزم تساويهما في الصفات المعتبرة في الإمامة، ولهذا أمثلة جزئية كثيرة، وهذا أيضا من جملة العجائب عن مثله.
قوله (إن أبي يا عم صلوات الله عليه أوصى إلي) أشار (عليه السلام) إلى أنه أحق بالإمامة منه لأمرين معتبرين في الإمام أحدهما الوصية، والثاني وجود سلاح النبي (صلى الله عليه وآله) عنده وأنهما له.
قوله (فإني أخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال) يحتمل أن يكون سبب النقص والتشتت معصية الإمام ومخالفته فدل على أن العصيان سبب لذلك وأن يكون سببهما القتل وتغلب الأعادي كما كان في زيد وأمثاله ممن ادعى الخلافة وخرج فقتل.
قوله (ابدأ أنت فابتهل) الابتهال أن تمد يديك جميعا، وأصله التضرع والمبالغة في السؤال والإخلاص فيه.
قوله (أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء) إشارة إلى ما ثبت بالنصوص المعتبرة من أن الله تعالى لما أخذ من ابن آدم الميثاق له بالربوبية، ولمحمد (صلى الله عليه وآله) بالنبوة، ولأوصيائه بالإمامة جعل تلك المواثيق وديعة عند الحجر وكان ملكا عظيم الشأن وكان شديد المحبة لمحمد وآله (صلى الله عليه وآله) ثم جعله في صورة درة بيضاء ووضعه في ذلك المكان وأمر الخلق بإتيانه وتجديد العهد والميثاق عنده وهو