باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه * الأصل:
1 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن أبي جرير القمي قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى أبيك ثم إليك، ثم حلفت له - وحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحق فلان وفلان - حتى انتهيت إليه بأنه لا يخرج مني ما تخبرني به إلى أحد من الناس، وسألته عن أبيه أحي هو أو ميت؟ فقال: قد والله مات، فقلت: جعلت فداك إن شيعتك يروون: أن فيه سنة أربعة أنبياء، قال: قد والله الذي لا إله إلا هو هلك، قلت: هلاك غيبة أو هلاك موت؟ قال: هلاك موت، فقلت: لعلك مني في تقية؟ فقال: سبحان الله، قلت: فأوصى إليك؟ قال:
نعم، قلت: فأشرك معك فيها أحدا؟ قال: لا، قلت: فعليك من إخوتك إمام؟ قال: لا، قلت: فأنت الإمام؟ قال: نعم.
* الشرح:
قوله (قد والله مات) أي قد مات والله قدم لتصديق القسم وتأكيد مضمون الجملة وتقريره ابتداء.
قوله (إن فيه سنة أربعة أنبياء) سنة موسى وعيسى ويوسف ومحمد (صلى الله عليه وآله) فأما سنة موسى فخائف مترقب، وأما سنة عيسى فيقال إنه مات ولم يمت، وأما سنة يوسف فالسجن والغيبة، وأما سنة محمد (صلى الله عليه وآله) فالسيف والجهاد عند ظهور دولته. وهم يزعمون أنه مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ويسمون واقفية.
قوله (فقلت لعلك مني في تقية) خوفا من أن يطلبوا منك مكانه لو أخبرت بأنه غائب.
قوله (فقال سبحان الله) أي أنزهه تنزيها من أنه لم يمته، أو من يجعلني على تقية منك أو هي للتعجب فيما زعمه.
قوله (قلت فأوصى إليك) أي فأوصى إليك عند موته؟ قال: نعم، والخبر بهذه العناية ينطبق على ما هو المقصود من هذا الباب، وإلا ففيه تأمل.
* الأصل:
2 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط قال: قلت للرضا (عليه السلام): إن رجلا عنى أخاك إبراهيم، فذكر له أن أباك في الحياة وأنك تعلم من ذلك ما يعلم، فقال: سبحان الله