باب حالات الأئمة (عليهم السلام) في السن * الأصل:
1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن يزيد الكناسي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): أكان عيسى بن مريم (عليه السلام) حين تكلم في المهد حجة لله على أهل زمانه؟ فقال: كان يومئذ نبيا حجة لله غير مرسل أما تسمع لقوله حين قال: (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) قلت:
فكان يومئذ حجة الله على زكريا في تلك الحال وهو في المهد؟ فقال: كان عيسى في تلك الحال آية للناس ورحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها وكان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان، وكان زكريا الحجة لله عز وجل على الناس بعد صمت عيسى بسنتين ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير، أما تسمع لقوله عز وجل: (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا) فلما بلغ عيسى (عليه السلام) سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله تعالى إليه، فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين وليس تبقى الأرض - يا أبا خالد - يوما واحدا بغير حجة لله على الناس منذ يوم خلق الله آدم (عليه السلام) وأسكنه الأرض.
فقلت: جعلت فداك أكان علي (عليه السلام) حجة من الله ورسوله على هذه الامة في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: نعم يوم أقامه للناس ونصبه علما ودعاهم إلى ولايته وأمرهم بطاعته، قلت:
وكانت طاعة علي (عليه السلام) واجبة على الناس في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعد وفاته؟ فقال: نعم ولكنه صمت فلم يتكلم مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكانت الطاعة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) على أمته وعلى علي (عليه السلام) في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكانت الطاعة من الله ومن رسوله على الناس كلهم لعلي (عليه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان علي (عليه السلام) حكيما عالما.
* الشرح:
قوله (غير مرسل) إذ لم يرسل إليه الإنجيل في تلك الحال ولم يكن مأمورا بأحكامه وتبليغه ولكن كان نبيا عالما بالتوراة تابعا لها «قال إني عبد الله الخ» قدم العبودية على إعطاء الكتاب والنبوة لتقدمها في الواقع وليندفع توهم ربوبيته أول مرة وأراد بالكتاب التوراة وفي لفظ الماضي حيث قال «آتاني وجعلني» دلالة واضحة على أنه كان حين التكلم نبيا عالما بالتوراة ولو أريد بالكتاب