وأطلعته عليه.
قوله (واعلم أنه أعظم الناس دعوى) قال في المغرب: الدعوى اسم من الادعاء وألفها للتأنيث فلا تنون، يقال: دعوى باطلة أو صحيحة وجمعها دعاوى بالفتح كفتوى وفتاوى أقول: أرادا لعنهما الله أنه عظيم الدعوى الباطلة وكثير المجادلة والخصومة طلق اللسان في ذلك وحثا بذلك خداشا على الاستعداد للجواب لئلا يكسر ولا يفلت في وقته وعلى عدم الالتفات إلى قوله (عليه السلام) إن لم يظهر له جواب لعلمه مجملا بأن كل ما يدعيه باطل كما هو شأن صاحب الجهل المركب بالنسبة إلى الهادي المرشد ولذلك قالا فلا يكسرنك ذلك المذكور من الدعوى أو عظمته عنه أي عن علي (عليه السلام) ترغيبا له في مناظرته ورد دعاويه وعدم متابعة قوله أصلا سواء ظهر له فساده أم لم يظهر.
قوله (ومن الأبواب التي يخدع الناس بها الطعام) لما كان المتعارف بين العرب أن كل من أكل طعام أحد ورأى منه إحسانا غير ذلك أن يرى حرمته ويراعى عزته ويجتنب مخالفته نهيا خداشا عن أكل طعامه وشرابه واستعمال عسله ودهنه والخلوة معه (عليه السلام) ليبقى له التنافر والتباعد ولا يحصل له الالفة والتقارب ويكون ذلك سببا عن رجوعه سريعا لئلا يشاهد منه (عليه السلام) أفعالا جميلة وأخلاقا شريفة توجب صرف قلبه عنهما.
قوله (فاقرأ آية السخرة) وهي (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض - إلى قوله تعالى رب العالمين) من قرأها حفظ من الشياطين الجن الإنس.
قوله (فلا تمكنه من بصرك) نهاه عنه لئلا يقع في قلبه محبة منه (عليه السلام) لأن النظر إلى وجهه (عليه السلام) بل إلى وجه كل صالح قد يورث المحبة منه.
قوله (ولا تستأنس به) قالا ذلك لأن الأنس به (عليه السلام) قد يوجب صفاء القلب ولينة الطبع ومشاهدة كرائم أخلاقه وعظائم أفعاله وكل ذلك مفوت لمقصودهما.
قوله (إن أخويك في الدين) المؤمن أخ المؤمن لقوله تعالى (إنما المؤمنون أخوة) وهذا حق إلا أنهما خرجا بكفرهما ومخالفتهما للإمام الحق عن الإيمان فلا يندرجان تحت الآية الكريمة.
قوله (وابني عمك في القرابة) هما ابنا عمه باعتبار ارتفاع نسبهما بعد بطون إلى جد واحد، أما طلحة، فهو طلحة بن عبد الله بن عثمان بن كعب بن تيم بن مرة بن كعب ففي مرة يجتمع مع علي (عليه السلام) وكان لمرة ابن آخر غير تيم وهو كلاب بن مرة وكلاب بن مرة كان من أجداد النبي وعلي صلوات الله عليهما، وأما الزبير فهو زبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة وفي قصي يجتمع مع علي (عليه السلام) وكان لقصي ابن آخر هو عبد مناف بن قصي وهو من أجداد النبي وعلي عليهما الصلاة والسلام.