فأصيبوا، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) صدقتما، فنزل الرجل: عن فرسه فأخذ بيد أمير المؤمنين (عليه السلام) وبرجله فقبلهما، فقال علي (عليه السلام) هذه لك آية.
* الشرح:
قوله (نصر بن مزاحم) بالصاد المهملة كوفي مستقيم الطريقة صالح من أصحاب الباقر (عليه السلام).
قوله (جراح بن عبد الله) بالجيم أولا والحاء المهملة آخرا من أصحاب الباقر (عليه السلام).
قوله (عن رافع بن سلمة) كأنه رافع بن سلمة الأشجعي الكوفي وهو ثقة من ثبت الثقات وعيونهم وهو كان معمرا لأنه روى عن الباقر والصادق (عليهما السلام).
قوله (يوم النهروان) هو بفتح النون والراء: بلد اجتمع فيه الخوارج وتعاهدوا على القتال والخروج.
قوله (إذ جاء فارس) قيل: هو جندب بن عبد الله الأزدي.
قوله (ثكلتك أمك) في النهاية: أنه قال لبعض أصحابه: ثكلتك أمك أي فقدتك والثكل فقد الولد وامرأة ثاكل وثكلى ورجل ثاكل وثكلان كأنه دعا عليه بالموت لسوء فعله أو قوله، والموت يعم كل أحد فإذا الدعاء عليه كلا دعاء، أو أراد: إذا كنت هكذا فالموت خير لك لئلا تزداد سوء، ويجوز أن يكون من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب ولا يراد بها الدعاء كقولهم: تربت يداك، وقاتلك الله.
قوله (كنت إذ كنت على الحق بصفين) يحتمل أن يكون على الحق متعلقا بالفعلين على سبيل التنازع والفعل الأول على صيغة المتكلم والثاني على صيغة الخطاب، ويحتمل أن يكون متعلقا بالأخير وخبر الأول محذوف والفعلان كما مر أي كنت قائلا بإمارتك إذ كنت على الحق ولا يبعد أن يكون الفعلان على صيغة المتكلم ويكون إذ كنت معمولا للأول فليتأمل.
قوله (فلما حكمت الحكمين برئت منك) لم يكن (عليه السلام) راضيا بالتحكيم وقد غلب عليه أكثر أصحابه حتى أذن لهم به كرها فوقع ما وقع، بيان سبب ذلك مجملا أن معاوية لما أحس بالغلبة لعلي (عليه السلام) ليلة الهرير راجع عمرو بن العاص في كيفية الخلاص، فقال: هيأت لك رأيا لمثل هذا الوقت وهو أن تأمر أصحابك برفع المصاحف على الرماح وتدعو أصحاب علي إلى المحاكمة إلى كتاب الله فإنهم إن فعلوا افترقوا وإن لم يفعلوا افترقوا، وكان الأشتر صبيحة تلك الليلة قد أشرف على الظفر فلما أصبحوا رفعوا المصاحف على أطراف الرماح وكان عددها خمسمائة مصحف ورفعوا مصحف المسجد الأعظم على ثلاثة أرماح مشدودة يمسكها عشرة رهط ونادوا بأجمعهم:
الله الله معشر العرب في النساء والبنات، الله الله في دينكم، هذا كتاب الله بيننا وبينكم، فاختلف